مرحبا بكم يا أصدقائي ... أنا نقطة .. هل تعرفونني ؟ أنا نقطة ماء أعيش هنا في النهر ولي رحلات وجولات كثيرة في الكون الواسع ... سآخذكم اليوم في رحلة من رحلاتي ... هيا بنا نصعد لسطح النهر لتبدأ رحلتي الأولى ... أنظروا ها أنا ذا على سطح النهر وكما ترون الشمس تسلط أشعتها علي لكي أتحول ... هل تتعجبون ؟ يبدوا أنكم لا تعرفون أنني أتحول لبخار ماء .. انظروا كيف يشف لوني ويخف وزني .. و ... ها أنذا أصبحت بخار ... أنظروا إنني أصعد بسرعة ... وهذه نقاط مثلي تحولت لبخار ... إنهن يصعدن معي ... إنهن يقتربن ويقتربن .. وها نحن نصعد ونصعد ونقابل المزيد من بخار الماء ... لقد صعدنا كثيرا .... انظروا كيف يتراكم بخار الماء من هنا وهناك ...لقد أصبحنا سحابة وهذه الرياح تدفعنا بقوة لنكمل الرحلة ... تسألون إلى أين ؟ إلى حيث يشاء الله .... أرأيتم إن الجو بارد جدا ... أكاد أتجمد ... وهذه كتل السحاب ترتطم بعظها ببعض ...لقد حان وقت السقوط .. هل تخافون ... لا عليكم أنا أفعل ذلك دوما ... أنظروا للمكان الذي اقتربنا منه ... إنني أرى الأرض من هنا ... إنها أرض جرداء ... ونحن حبات المطر أوشكنا أن نملأ المكان بالماء ... ها نحن سقطنا على الأرض ... انظروا للأرض العطشى كيف ترتوي ... وهذه الحبات التي تحملها الرياح وتلقي بها على الأرض .. إن حبات الماء تمتزج بالتربة .. والحبوب تتشرب الماء والأملح الذائبة فيه , وتنتفخ , وتدب فيها الحياة فينبت بها جذرا ينغمس في التربة ويتوغل فيها ..أنا الآن بداخل النبتة والنبتة تمتص المزيد من الماء والأملاح من التربة لتنمو وتنمو ويتكون الساق ثم الأوراق ... وأنا ما زلت بداخل النبتة .. ولكني لم أعد نقطة ماء ولا بخار ماء .. بل امتزجت بعصير النبات الخلوي وها أنذا أصعد في أنابيب الساق ثم أصل لورقة من الأوراق التي يتم بها تصنيع الغذاء للنبات وفي الورقة أيضا فتحات بخلايا البشرة لتخرج منها ما يزيد عن حاجتها من الماء وهذه العملية تسمى بالنتح ... وها أنذا أخرج من الورقة فتسلط الشمس أشعتها علي لأتبخر من جديد ثم أصعد وأصعد .. وأقابل المزيد من بخار الماء .. ويتراكم بخار الماء ونستمر في الصعود لنكون سحابة تدفعنا الرياح لنكمل الرحلة ... ماذا تقولون ... إلى أين ؟... إلى حيث يشاء الله ... إلى اللقاء في رحلة أخرى من رحلاتي